عادت لوحة “المسيح المخلص” (سالفاتور موندي) إلى الواجهة، إثر تداول وسائل إعلام معلومات عن بوادر نزاع بين فرنسا ومالك اللوحة السعودي، الذي اشتراها بـ 450 مليون دولار.
وكشف فيلم وثائقي فرنسي أن هذه اللوحة التي تعرف باسم “ذكر الموناليزا” ليست من عمل “ليوناردو دافنشي بالكامل”.
بعيدا عن الصراعات الدبلوماسية حول هذه اللوحة التي تعتبر “أغلى لوحة في العالم”، ما هي قصة “سالفاتور موندي”؟، وما علاقتها بليوناردو دافينشي؟.
“المسيح المخلص”
تضع هذه اللوحة تصورا “للمسيح” كمخلص للعالم اعتمادا على وصفه في إنجيل يوحنا، إذ “يحدق المسيح على المتفرج، ملتحيا بلحية خفيفة ويحمل في يده اليسرى كرة بلورية، ويقدم البركة بيده اليمنى”، وفق موقع إلكتروني يحمل اسم “ليوناردو دافنشي”.
ويرجح أن هذه اللوحة كان قد رسمها دافينشي لملك فرنسا “لويس الثاني عشر” وزوجته “آنا”.
واختفت هذه اللوحة التي يبلغ ارتفاعها 66 سم لنحو 137 عاما، حتى ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، إذ بيعت على أنها عمل لبرناردينو لويني، وعادت للظهور بعدها في 1958 إذ بيعت حينها بـ 45 جنيه إسترليني، واختفت بعدها.
وبعد نحو نصف عقد من اختفائها ظهرت في دار مزادات في 2005، بعد أن عثر عليها تاجر متخصص بالفن، روبرت سيمون، الذي اشتراها حينها بـ 1175 دولار، إذ أنها كانت فقط لوحة عثر عليها في علية أحد منازل نيوأورلينز، إذ كانت حالتها تتطلب الترميم في حينها، وفق صحيفة الأيكونوميست.
وبعد ذلك بيعت في عام 2017 في مزاد في دار كريستيز في نيويورك بأكثر من 450 مليون دولار، لمشتر لم يتم الكشف عن اسمه لتصبح أغلى عمل فني يتم بيعه.
“الكرة الزجاجية”
ويشير موقع “دافينشي” إلى أن خبراء في عصر النهضة شككوا أنها من رسم ليوناردو دافنشي، ويعود ذلك إلى أن رسم الكرة الزجاجية لا تظهر حجم معرفة دافينشي بعلم البصريات، إذ أنها أظهرت ما خلفها بصورة واضحة، وهو ما يختلف مع أسلوب ليوناردو الذي يعلم تماما أنها ستظهر تشويها حقيقيا للأشياء خلفها.
ورغم هذا فإن علماء من جامعة كاليفورنيا، وحتى والتر إيزاكسون، الذي كتب سيرة دافينشي، يقولون إنه “تجاوز القوانين الطبيعية للبصريات”.
وكان عدد من الخبراء البريطانيين قد صادقوا على اللوحة باعتبار أنها لوحة دافنشي المفقودة منذ فترة طويلة، قبل عرضها على هذا الأساس بالمعرض الوطني في لندن، عام 2011.
الاختفاء الدائم
ولم يشفع لهذه اللوحة اختفائها الدائم، إذ أنها اختفت بعد بيعها في 2017، حيث تراوحت الأقاويل بأن هوية من اشتراها إما إماراتية أو سعودية، حيث قيل إنها ستعرض في معرض اللوفر في أبو ظبي في 2018، ثم في معرض دافينشي في متحف اللوفر في فرنسا في 2019، ولكنها لم تظهر حينها.
ووفق تقرير فقد تحدثت وسائل إعلام أن المشتري السري للوحة هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وأنه يوجد حاليا مخاوف من أزمة دبلوماسية ما بين الرياض وباريس، حيث طلب بن سلمان إظهار “سالفادور موندي بجوار الموناليزا” وتقديمها “على أنها عمل دافنشي بنسبة 100 بالمئة”.
وفي 2019 نقلت صحيفة واشنطن بوست عن موقع “أرت نت” المتخصص بالمقتنيات الفنية إن هذه اللوحة عثر عليها في يخت يعتقد أنه للأمير بن سلمان، حيث جرى إعادة ترميمها، وسط مخاوف من تأثرها بسبب وجودها في بيئة بحرية مليئة بالمياه المالحة.
ورجحت الواشنطن بوست في تقريرها حينها أن اللوحة ستبقى على متن اليخت حتى تنتهي السلطات السعودية من تنفيذ خططها في منطقة العلا الصحراوية شمال غرب المملكة ليتم عرضها ضمن الفعاليات التي يمكن أن تستضيفها المنطقة ولتكون درة المقتنيات التي تعرض فيها.
المصدر : مواقع الكترونية