يواجه الكثير صعوبة بالغة في الاعتذار عند ارتكابهم الأخطاء، ومن الاسباب التي تجعل الأخرين يمتنعون عن الاعتذار حتى لو كانوا مخطئين، انهم يظنون أن الاعتذار يجرح كرامتهم أو يضعهم في موقف الضعيف، ويجعلهم يشعرون بالذلال في أعين الآخرين أو بالخجل والإحراج على ما اقترفوه من أفعال خاطئة، ويرى آخرون أن الاعتراف بالخطأ كسر للكبرياء وتقليل من القيمة، ولكن في الحقيقة وما أثبته علم النفس إن الأشخاص الذين يعتذرون عن إخطائهم يمتلكون قوة داخلية كبيرة.
كما أن لهذا العدول عن الاعتذار آثاراً سيئة؛ إذ يضر بالعلاقة بين الزملاء، والأصدقاء، وأفراد العائلة. ولشخص الذي يعرف إنه لا يعتذر عند ارتكاب الأخطاء، فهذا يقلل من فرصته في الحصول على عمل.
كذلك سيلاحظ ابتعاد الآخرين عنه، فلا أحد يريد العمل مع شريك عمل عدائي ومتوتر، ويخطئ ولا يعتذر، أو قد تتحول بيئة العمل إلى مكان مليء بالعداء.
في مقال في مجلة أبحاث علم النفس اللغوي، قدم عالما النفس ستيفن شير وجون دارلي إطاراً توضح فيه فنون الاعتذار:
التعبير عن الندم
وصف ما فعلت بوضوح، من الممكن استخدام آسف أو أنا أعتذر، فهذه الكلمات تعبر عن الندم. ولكن من المحبذ ألا تقولها منفردة، وإنما اقرنها بالأسباب. على سبيل المثال يمكنك أن تقول أنا آسف لأنني رفعت صوتي أمامك بالأمس، أو أعتذر لسوء تصرفي معك.
حاول أن يكون الاعتذار نابعاً من داخلك، وانتقٍ كلماتك بعناية، وكن صادقاً مع نفسك ومع الشخص الذي تعتذر له.
الاعتراف بالمسؤولية
فهم تأثير ما فعلت أو ما قلت وتتطلب تلك الخطوة أن تتعاطف مع من ظلمته. لا تضع افتراضات واهية، وضع نفسك في مكان الشخص الذي جرحته أو أحرجته، وتخيل شعوره في ذلك الموقف.
فعلى سبيل المثال، لو تأخرت عن تسليم عملك في الوقت المحدد، فعليك أن تعترف بمسؤوليتك، والعواقب التي قد تترتب على تأخرك مثل إنهاء العميل للتعاقد معك.
التعويض
هنا عليك أن تجد طريقة تعوض بها من أسأت إليه على حسب الموقف. فعلى سبيل المثال لو أخطأ المدير في حق أحد موظفيه أمام موظف آخر أو أكثر، فعليه أن يعتذر إليه أمامه، أو أن يمتدحه أمامهم، أو أن يعطيه فرصة تحمل مسؤولية معينة ليظهر من خلالها مهارات، على أن يتجنب أن يكون وعداً زائفاً، فهنا يكون الضرر مضاعفاً.
الوعد بأن الأمر لن يتكرر
تعتبر بمثابة رسالة اطمئنان بأنك غيرت سلوكك. وتساعد تلك الخطوة على إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقة مرة أخرى.
من الممكن إضافة خطوة أخرى، ألا وهي عدم تقديم الأعذار، فلو أقدمت على تفسير موقفك، وشرح سبب تصرفك على هذا النحو، فلا تلجأ إلى تقديم الأعذار فتلقي باللوم على شخص أو شيء آخر، فهذا يظهرك ضعيفاً.
الرجال لا يعتذرون دائما
اقترحت إليانور ماكوبي المختصة بدراسة النوع الاجتماعي والعلاقات أن البنات والأولاد يتعلمون ويمارسون أساليب التفاعل مع أقرانهم كأطفال، وتستمر هذه الأساليب معهم إلى مرحلة الرشد. ويمكن أن يولد ذلك تحديات وصراعات عندما يتواصل الرجال والنساء مع بعضهم بعضا.
ودعمت جملة من الأبحاث مقترحاتها، حيث وجدت دراسة حديثة أن الصغار يتوقعون أن أقرانهم من الجنس نفسه سيكونون أكثر استجابة لأنماط التواصل لديهم مقارنة بأقرانهم من الجنس الآخر.
وأضافت أن الاعتذار يعدّ مثالاً جيدًا على اقتراح ماكوبي. وعندما تعتذر امرأة، فإنها تعني في الكثير من الأحيان “لا أقبل فكرة أننا متخاصمان وأريد أن تكون الأمور على ما يرام بيننا”.
أما عندما يعتذر الرجل، فهو يقصد في أغلب الأحيان “لقد ارتكبت خطأً جديا وأتحمل مسؤولية ذلك”. لذلك، عندما تعترض علاقة ما بعض المطبات، قد لا يفكر الشريك بالاعتذار حتى أنه من الممكن أن يتفاجَأ في حالة اعتذار شريكته. كيف يجب على النساء والرجال التعامل مع هذه المواقف؟.
يجدر بالرجال الذين يرغبون في جعل علاقاتهم أكثر سلاسة معرفة ما تعنيه النساء عند الاعتذار، وعند توقع الحصول على اعتذار في المقابل. وفي العلاقات الجيدة، من غير المرجح أن تستخدم النساء هذا الاعتذار ضد الرجال. بدلا من ذلك، من المحتمل أنهن سَيمْتَننّ لذلك. ومع ذلك، قد يختار الرجال عدم الاعتذار وقول شيء مختلف مُطمْئن بدل ذلك.
المصدر : مواقع الكترونية