نجح طبيب مصري شاب، يدعى أنيس حنا، في التوصل لعلاج لجلطات القلب، وذلك بالتعاون مع فريق علمي بكلية “ألبرت أينشتين” في نيويورك.
وأوضح أن حنا، البالغ من العمر 28 عاما، وفريقه توصلوا إلى الجينات المتحكمة في شفاء جلطات القلب، التي تعد القاتل الأول للبشر حول العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتحدث الطبيب المصري، وهو من محافظة أسيوط جنوبي مصر، عن إنجازه قائلا إنه “من المثبت علميا أن جلطة القلب تحدث عندما ينغلق أحد الشرايين المغذية للقلب، ما ينتج عنه تلف دائم في جزء من عضلة القلب في خلال 20 إلى 30 دقيقة، وذلك لحساسية خلايا القلب لنقص الأكسجين، وأثناء الجلطة يتفاعل الجسم بالتهابات شديدة في القلب، ثم يتخلص الجسم من الجزء التالف في القلب ويستبدله بنسيج ليفي، فيما يسمى تليف القلب خلال أيام من الجلطة”.
واعتمدت أبحاث أنيس حنا وفريقه على اكتشاف الجينات المسؤولة عن شفاء نسيج القلب المتضرر من الجلطة، فبعد 4 سنوات من الأبحاث اكتشف مع مجموعته البحثية أهم الجينات المتحكمة في التهابات وتليف عضلة القلب نتيجة الجلطة.
ويأتي من بين أهم الجينات التي اكتشفها حنا ما يسمى “Smad3″، إذ أن له دور كبير في تفاعلات السيتوكين، وهو ما أثبتته دراسه تم نشرها في دورية علمية “سيركيولاشن ريسيرش” (أبحاث الدورة الدموية).
وأوضح حنا: “أدخلنا تعديلا على هذا الجين في الخلايا المسببة لالتهاب القلب (cardiac macrophages) لدى حيوانات التجارب، ثم عرّضناها لجلطة قلبية مشابهة لما تحدث للبشر، واكتشفنا أن هذا الجين مسؤول عن تنشيط هذه الخلايا لإزالة بقايا الجزء التالف من القلب”.
وتابع: “بعد انتهاء عمل هذه الخلايا يحول هذا الجين خلايا الالتهاب إلى خلايا مفيدة في تثبيط الالتهاب والمساهمة في شفاء عضلة القلب، كما أنه يحمي الجزء العضلي المجاور للجلطة من التلف”.
واحتفت كبريات الدوريات العلمية المتخصصة في الولايات المتحدة بالإنجاز الذي توصل إليه حنا، كما حصل على إشادة من قبل منظمة القلب الأمريكية، وهي أكبر منظمة بهذا التخصص عالميا.
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب تعد القاتل الأول في العالم، إذ تسببت بوفاة 18 مليون شخص عام 2019، بنسبة 32% من كل أسباب الوفاة، و85% من الوفيات بسبب أمراض القلب كانت نتيجة الجلطات.
يذكر أن الباحث المصري أنيس حنا، كان قد تخرج في كلية طب الإسكندرية عام 2017، ويحضر حاليا زمالة أبحاث ما بعد الدكتوراة بكلية طب ألبرت أينشتين في نيويورك، والتي تعد خطوة أساسية في مسيرته لتكوين مجموعته البحثية الخاصة بعد ذلك.
المصدر : مواقع الكترونية