خلال الأسابيع الأربعة الأولى له في البيت الأبيض تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن التحديات التي تواجه الولايات المتحدةوفيروس كورونا والاقتصاد، وأظهر مدى التباين بين سياساته وسياسات سلفه دونالد ترامب.
وحاولنا التحقق من مما قاله بايدن حول عدد من القضايا فتبين لنا ما يلي:
قوله:“عندما توليت منصبي قبل ثلاثة أسابيع فقط لم تكن هناك خطة تلقيح أو لقاحات كافية” وانتقد بايدن مراراً وتكراراً خطة الإدارة السابقة لتقديم اللقاح“.
ليس من الصحيح القول أن الولايات المتحدة “لم تكن لديها خطة” في عهد ترامب.
فقد كشفت إدارة ترامب عن خطة تطعيم في سبتمبر/ أيلول الماضي مركزة على استراتيجية توزيع اللقاح على الولايات.
لكن وكما ذكرنا سابقاً كانت هناك شكاوى حول كيفية تنفيذها ونقص التمويل من قبل الحكومة الفيدرالية مما تسبب بمشاكل لوجستية على المستوى المحلي عند تسليم اللقاحات.
وناشدت بعض الولايات الجهات العنية تقديم المزيد من الإمدادات.
أما فيما يتعلق بمدى توفر كمية كافية من اللقاحات ضمنت إدارة ترامب 400 مليون جرعة من شركة فايزر/ بيونتيك وموديرنا (اللقاحان المعتمدان حالياً في الولايات المتحدة) ومن المقرر تسليم كل هذه الجرعات بحلول يوليو.
وهذه الكمية تكفي لتطعيم جميع سكان الولايات المتحدة بالكامل (يتطلب كلا اللقاحين جرعتين) لكنها سمحت للولايات المتحدة بتكثيف وتيرة برنامج التطعيم الخاص بها أسرع من العديد من البلدان المتقدمة الأخرى.
عندما غادر ترامب منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي كان عدد الأشخاص الذين تلقوا اول جرعة من اللقاح أكثر من 16 مليون شخص وكانت الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة عالميا من حيث الاشخاص الذين جرى تطعيمهم بالنسبة لعدد السكان بعد كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.
كما تعاقدت إدارة ترامب على ما مجموعه 500 مليون جرعة من لقاحات جونسون آند جونسون ونوفافاكس وأسترا زينيكا، وهي لقاحات لم تعتمد حتى الآن في الولايات المتحدة ولكن من المرجح أن يتم ذلك في وقت لاحق من العام.
قوله: العنصريون البيض هم “التهديد الأكبر” في أمريكا
في رده على سؤال خلال تجمع في مدينة ميلووكي حول التهديد الذي يمثله العنصريون البيض قال بايدن إنهم “أخطر الناس” في أمريكا ويشكلون أكبر تهديد إرهابي داخلي.
وتوافقه وزارة الأمن الداخلي الأمريكية على ذلك، فقد جاء في تقييمها السنوي العام الماضي أن العنصرية البيضاء العنيفة كانت “التهديد الأكثر رسوخاً والأخطر” في الولايات المتحدة.
وشهدت الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية عدداً متزايداً من الهجمات التي شنتها الجماعات اليمينية المتطرفة إضافة إلى محاولات تنفيذ هجمات وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020 قام اليمين المتطرف بمعظم الهجمات الإرهابية المحلية، أكثر بكثير من الجماعات اليسارية المتطرفة أو الجماعات الجهادية المتشددة.
قوله: “أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا حد أدنى للأجور ب 15 دولاراً للساعة وكل الحسابات الاقتصادية تظهر أن ذلك سيحسن الاقتصاد بأكمله”
كان رفع الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة إلى 15 دولاراً للساعة بحلول عام 2025 أحد تعهدات بايدن الرئيسية خلال حملته الانتخابية، إذ يبلغ الحد الأدنى الآن 7.25 دولاراً للساعة.
وعندما سئل عن ما يثبت ادعائه بأن “كل الحسابات الاقتصادية تظهر أن هذا من شأنه أن يعزز الاقتصاد الأمريكي”، أرسل البيت الأبيض إلينا قائمة بالدراسات الاقتصادية التي تدعم رفع الحد الأدنى للأجور.
لكن هناك دراسات أخرى تقول إن رفع الحد الأدنى للأجور قد يؤدي إلى قيام الشركات بتوظيف عدد أقل من الأشخاص.
وقدّر مكتب الموازنة في الكونغرس، وكالة فيدرالية تقدم معلومات اقتصادية إلى حكومة الولايات المتحدة، أن رفع الحد الأدنى إلى 15 دولاراً بحلول عام 2025 يمكن أن يزيد من أجور 17 مليون عامل ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى خسارة 1.4 مليون وظيفة.
لكن دراسة أخرى قامت قامت بها الحكومة البريطانية في عام 2019 وشملت سبع ولايات أمريكية كانت قد تحركت بالفعل لزيادة الحد الأدنى للأجور تدريجياً وجدت “تأثيراً ضعيفاً للغاية لرفع الحد الأدنى للأجور على نسب التوظيف”.
قوله:”ملايين الأمريكيين يعملون 40 ساعة في الأسبوع والبعض يعمل بوظيفتين لكنهم لا يزالون تحت خط الفقر”
تُظهر أحدث أرقام الفقر لعام 2019 أن حوالي 2.3 مليون شخص يعانون من الفقر في الولايات المتحدة على الرغم من عملهم في وظيفة واحدة على الأقل بدوام كامل على مدار العام.
يتم حساب الفقر باستخدام الاحصاءات القومية لتقدير ما إذا كان إجمالي دخل الأسرة أقل من احتياجاتها، وبالتالي فكل فرد في هذه الأسر يصنف في خانة الققر.
قوله: “بلغ العجز في الإنفاق خلال السنوات الأربع الماضية الماضية 8 تريليون دولاروذهب الكثير منه إلى أغنى الناس في البلاد”
العجز هو مقدار الإنفاق الحكومي الذي يتجاوز الإيرادات من مصادر مثل الضرائب على مدار عام.
قامت لجنة الاموازنة الفيدرالية المسؤولة في الولايات المتحدة بتوجيه بي بي سي إلى أبحاثها حول العجز الناتج عن تخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق بموجب التشريعات التي أقرها ترامب خلال السنوات الأربع الماضية.
تبين أن هناك عجزاً بقيمة 4.7 تريليون دولار قبل أن يضرب وباء كورونا الولايات المتحدة و3.4 تريليون إضافية ناجمة عن حزم الإغاثة التي قدمتها الحكومة لمواجهة تداعيات الوباء. لكن لم يتم إنفاق كل المبلغ حتى الآن.
يتم توزيع الإنفاق الحكومي على مختلف الجهات والإدارات وعلى برامج الرعاية الصحية للأمريكيين الأفقر وعلى الميزانية العسكرية.
ومن بين من تلقوا الاعانات بسبب الوباء أرباب عمل وأصحاب دخول عالية إضافة إلى العاطلين عن العمل.
أما فيما يتعلق بقوله أن “الكثير من الإعانات ذهبت إلى الأغنياء” فكان بايدن يشير إلى التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرها ترامب في عام 2017 (تشير التقديرات إلى أنها ستكلف الخزينة حوالي 2 تريليون دولار خلال فترة 10 سنوات) حسب مسؤولين حكوميين.
ووجدت دراسات مستقلة أن أصحاب الدخل المرتفع، 20٪ من السكان الأعلى دخلاً، كانو الأكثر استفادة من هذه التخفيضات الضريبية.
المصدر : مواقع الكترونية