1. |
  2. منوعة
  3. |
  4. بوابة عشتار.. عنوان بابل القديمة الذي غيبته..
بوابة عشتار.. عنوان بابل القديمة الذي غيبته ألمانيا

“بوابة عشتار” هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية، التي تقع بين نهري دجلة والفرات في ما بات يُعرف الآن باسم العراق، والتي شُيدت على يد ملكها نبوخذ نصر الثاني، في القرن السادس قبل الميلاد، والذي أهداها إلى “عشتار” إلهة الحب والحرب، كما تشير كتابة تذكارية مسجلة في أحد جوانبها.

وفي أوج ازدهار مدينة بابل، التي تقع ضمن عجائب الدنيا السبع، وحينما فاق عدد سكانها مائتي ألف نسمة، بل وكانت تشكل الحضارة الأكبر في العالم، كانت بوابة عشتار الضخمة تمثل الباب الرئيسي والرمز لروعة المدينة، إذ كانت تلك البوابة التاريخية أول ما يقابل زائر بابل، فظهرت كعنوان المدينة ومعلمها الظاهر الذي يُعرف عنها.

وفي بابل، ظلت بوابة عشتار الرمز الأقوى للبهاء والروعة التي كانت عليها المدينة القديمة، فكانت هي البوابة الرئيسية لسور المدينة الثاني، والبوابة الواقعة على الشارع الرئيسي للمدينة، والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الإحتفالات الدينية، فكانت المواكب تمر من خلال البوابة الكبيرة العريقة.

بوابة تاريخية شُيدت بفن وروعة

وقد شيدت البوابة التاريخية باستخدام الأحجار المصقولة الشبيهة بالسيراميك، الذي تنوعت ألوانه ما بين الأزرق والأحمر والأصفر، فيبلغ ارتفاعها مع أبراجها حوالي خمسين مترا، وعرضها ثمانية أمتار، أما البرجان البارزان على جانبي المدخل فعرض كل منهما حوالي أربعة عشر مترا، وهي مكسوة بكاملها بالمرمر الأزرق والرخام الأبيض والقرميد الملون، ومزينة بحوالي ستمائة شكلا حيوانيا بارزا منها التنين، والثيران، والأسد، وأبوابها مغطاة بالنحاس ومثبت عليها مغاليق ومفاصل من البرونز.

اكتشاف البوابة.. وطمع الألمان

ظلت بوابة عشتار غائبة عن الأنظار، حتى عُثر عليها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما وصل إليها علماء الآثار الألمان، بقيادة العالم الأثري روبرت كولدواي، عام 1902، والذي قال عنها إنها تشكل الأثر الأكبر، والأكثر لفتا للانتباه من بين آثار بابل.

نقل التحفة البابلية بخطة ممنهجة

وبعد اكتشاف البوابة، أعيد تجميع أجزائها على يد علماء الآثار الألمان، حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى، عام 1914، فتوقف الألمان عن العمل على البوابة التاريخية، ولكن وبعد أربع سنوات، عندما انتهت الحرب وانهارت الدولة العثمانية، اندفع الألمان للتفاوض مع القوات البريطانية المحتلة للعراق، لشحن بعض ما عثروا عليه من آثار إلى برلين، بما في ذلك بوابة عشتار.

وسرعان ما استولت ألمانيا على بوابة عشتار الأصلية، ونقلتها من بلاد الرافدين، ففُككت التحفة الأثرية الضخمة إلى قطعها المكونة لها الصغيرة الحجم، وتحت أشراف فني أثري نُقلت عبر نهر دجلة إلى ميناء البصرة ومن ثم نُقلت بالسفن إلى برلين على عدة دفعات.

سرقة ونهب وعرض للجمهور

وعُرضت البوابة للعامة اعتبارا منذ عشرينيات القرن الماضي، لتعيد روعة بابل القديمة إلى الحياة على نحو لم يحدث من قبل منذ آلاف السنين، فما زالت بوابة عشتار بمتحف برجامون في برلين الألمانية تعد أحد أهم الآثار الرئيسية بالمتحف، وما يوجد في بابل، اليوم، من البوابة ما هو إلا رمز صغير للبوابة الأصلية المنهوبة، التي تزهو في متاحف برلين.

حرب بغداد وبرلين.. ولا نيه للرجوع

منذ ذلك الحين، أثارت بوابة عشتار جدلا كبيرا واتهامات متبادلة بين الجانبين الألماني والعراقي حول قصة اكتشافها بواسطة البعثة الألمانية، وأحقية ألمانيا بالاحتفاظ بها.

فأعلنت العراق، أن البوابة البابلية نُقلت من بغداد إلى برلين بشكل غير شرعي، وطالب وزير الآثار العراقي بإعادتها إلى العراق لكي تُعرض في المتحف الوطني، وهو المطلب الذي لم تهتم له ألمانيا رغم مرور عشرات السنين، ليصبح مثله كمثل مئات وآلاف مطالب الدول العربية والأجنبية إلى برلين بإعادة قطعهم الأثرية التي نهبتها إبان الحروب.

وقد قال الكاتب حامد خيري الحيدر في بحثه “بوابة عشتار التحفة المعمارية العراقية الرائعة”: “لقد كانت عملية سرقة البوابة وكسوتها بحق، لا تقل ضخامة ودقة وجهد وتخطيط عن عملية تشييد البوابة نفسها!”.

المصدر : مواقع الكترونية

Share on facebook
Facebook
Share on reddit
Reddit
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on linkedin
LinkedIn
Share on telegram
Telegram

مقالات مشابهه

اترك ردّاً

احدث المقالات

سعر الصرف

ــــــــــــــــــــــــ

Exchange Rate USD: الخميس, 30 مارس.

الطقس

ـــــــــــــــــــــ

الليغا

ــــــــــــــــــ

ترتيب الدوري الانكليزي

ــــــــــــــــــــــ

حول العالم - لندن

ـــــــــــــــــــــــــــ

error

لا تنسى المشاركة وتفعيل زر الجرس اسفل الشاشة

Facebook
Facebook
Twitter
Visit Us
Follow Me
instagram